© Mostafa orabi. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

حدوتة مصرية

الأربعاء، 5 مايو 2010


مساعد اول / محمد عبده موسى

بطل ذو مذاق خاص من أبطال المجموعة 39 - قتال مجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعى
فدائى ذو جرأة عالية .. كانت له بطولاته منذ إلتحاقه بسلاح الصاعقة ، وبعد إنضمامه لمجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعى ، وأثناء حرب أكتوبر 1973 وهو ضمن وحدات الصاعقة الأخرى بعد أن غادر المجموعة عام 1972 أثناء وقف إطلاق النار طبقاً لمبادرة روجرز..
فى كل مرحلة من هذه المراحل كانت له صولات وجولات .. إخترت منها نموذج واحد نشره أخى وصديقى سيادة اللواء طيار محمد عكاشة فى مجموعته القصصية ( قصر فى الجنة) .
وهى عملية إستطلاع مطار الطور ( العملية رجائى) .
فحدث فى يوم كان فيه محمد عبده فى أجازة لحضور فرح شقيقته وإذا بزميله المقاتل أبو الحسن يدخل عليه .. فأعتقد فى البداية أنه جاء لتحيته والمشاركة فى العرس ولكن أبو الحسن مال على أذنه وأسر إليه ببعض العبارات فظهرت علامات المفاجأة والتعجب على وجهه ووجه عتاباً رقيقاً لزميله:
* بقى ده كلام يا أبو الحسن !! أسيب فرح أختى إنت موش عارف إن مالهمش غيرى !
* الرائد رجائى والرائد عصام قالوا تروح تجيبه لأن فيه عملية ما حدش يقدر يعملها غير الرقيب محمد عبده موسى.
* أقول للناس دى إيه؟!
وتحجج البطل للمهنئين بأنه يجب أن يغادر لأن فيه تدريب مهم سيحضره رئيس الجمهورية .. وبعد ساعة كان يقف إنتباه مشدوداً أمام الرائد عصام الدالى الذى بادره قائلاً :
• معلهش يا أبو حميد لكن لما تعرف المهمة المطلوبة حا تقدّر وتسامحنى.
وكانت المهمة هى إستطلاع مطار الطور الذى بدأت طائرات العدو الانطلاق منه لضرب عمق مصر من جهة الصعيد .حيث قررت القيادة الأعداد لضرب هذا المطار وتدميره لمنعه من أداء مهمته .
• طبعاً إنت عارف يا محمد إيه خطورة العملية دى لأنك حا تستطلع لوحدك ، يعنى إحنا موش حانقدر نقدم لك أى معونة بعد ما تنزل الناحية التانية لكن إحنا عارفين محمد وقدراته وكفائته وأنك قد المهمة دى .
إنصرف محمد وهو متقد الحواس يفكر منذ غادر باب حجرة قائده فى خطوات تنفيذ تلك العملية حتى إنه إصطدم أثناء سيره بالرائد رجائى عطية الذى داعبه
• إيه يا أبو حميد إنت حا تتكعبل من دلوقت ؟ أوع تعملها هناك .. تتكعبل إما الموت أو الأسر .. تعال أعزمك على شاى .
• معلهش يا أفندم علشان ألحق أجهز نفسى .
وقام محمد عبده بأعداد ما يحتاجه لهذه المهمة فأعد جلباباً عربياً وصديرى وعمامة مثل زى البدو ، وتزود بطبنجة ، وعدد إثنين قنبلة يدوية ، وكاميرا للتصوير ، وعدد من الأفلام . وراجع محمد خط السير الذى سيسلكه مع الرائد رجائى عطية مثله الأعلى فى العمليات الخاصة حيث أنهما يحفظا دروب هذه المنطقة عن ظهر قلب .
وعند نقطة الأنطلاق من خليج جبل الزيت على الشاطئ الغربى لخليج السويس صلى محمد عبده ركعتين وودعه قائده الرائد رجائى وداعاً حاراً ، وإستقل المركب الصغير مع إثنين من بدو سيناء المخلصين .. محمد مبروك الذى كان يقود المركب ليوصله إلى الشاطئ الآخر ، و سعد المزينة الذى سيقوم بتغطيته أثناء العملية وتوفير الأعاشة والذى لاحظ عليه قلة الكلام وشدة الحرص.. وصل المركب قرب مدينة الطور ولكنه لم يدخل إلى الساحل قبل حلول الليل .. وكانت ليلة قمرها بدراً مما جعل ظاهرة المد والجذر فى شدة نشاطها فساعد ذلك على محو آثارهما من على رمال الشاطئ ومع ذلك فقد سارا على الشاطئ إلى الداخل لمسافة 300 متر حبواً على الكوعين والركبتين .. حتى وصلا إلى منطقة أشجار وبئر قديم وتم الأتفاق مع سعد على أن تكون المسافة دائماً بينهما 200 متراً ويتم التفاهم بينهما عن طريق الإشارة ، وأن يتبادلا حراسة بعضهما البعض أثناء النوم على ألا تزيد فترة النوم عن ثلاث ساعات
وعندما إنبثق الفجر صلى محمد وإستعد لأداء مهمته فتسلل بخفة وحرص قرب المطار حتى أصبح على بعد لايزيد عن 100 متر منه ، وأشرقت الشمس فتفقدالمنطقة بحرص كى لا يتم رصده من وحدات مراقبة العدو.. وهاله ما تمت إضافته إلى المطار الذى كان قد سبق له رؤيته قبل 1967 والذى كان عبارة عن مساحة صغير لهبوط طائرات النقل الخفيفة أصبح الآن ممراً طويلاً مغطى بالأسفلت ذو برج مراقبة ومخازن منتشرة .. فسجل كل ماشاهده كتابة ثم بدأ فى إلتقاط الصور من عدة نقاط وبزوايا مختلفة لكل شبر من المطار .. بداية بالممر ، والطائرات الرابضة على الأرض ، والمشآت .. تم التصوير بطريقة مسلسلة حتى يمكن عمل بانورما كاملة للمطار وما حوله .. ومالبثت أن بدأت الحركة تدب فيما حوله فسكن فى مكمنه حتى قبل الغروب بساعة فأنطلق يكمل تصويره للمنطقة .. ونجح نجاحاً باهراً فى إلتقاطه للصور التى بواسطتها يمكن عمل ماكيت للمطار ..
وأثناء إنسحابه من منطقة المطار فوجئ بسيارة جيب إسرائيلية متجهة نحوه يقودها عريف إسرائيلى.. الموقف لم يكن يسمح له بالأختباء ، وفى الوقت نفسه قرر عدم الوقوع فى الأسر .. نزع تيلة الأمان من القنبلة اليدوية وقبض عليها بيده اليسرى مغطاة بشال الرأس جاهزة للإنفجار .
بادره الأسرائيلى بالسؤال :
• إنت بتعمل إيه هنا؟ فين هوية بتاعك؟
فأجابه محمد وهو يناوله بطاقة كانت معدة له سلفاً :
• أنا أؤمن شحنة مخدرات رايحة مصر.
• مر علىّ بمكتبى بعد ساعتين .
فأومأ محمد إليه برأسه موافقاً ، وتركه الإسرائيلى وغادر المكان حيث كانوا يشجعون إغراق مصر بالمخدرات.. حمد محمداً الله وقام بتأمين قنبلته .. وقام بالأنسحاب من المكان بكنزه الثمين .. وتنقل بحرص من نقطة إلى أخرى حتى وصل إلى نقطةالبداية بأمان ..
وفى صباح اليوم التالى رأى على البعد جملاً قادماً نحوه تبين فوقه إعرابياً فأشار إلى سعد بأعتراضه .. وبينما هما مشغولان بالحديث إنقض محمد على الاعرابى شاهراً سلاحه فحدثه الأعرابى مسرعاً:
• لا تخاف أنا صديق .. أبلغ قائد مخابرات الغردقة أننى نفذت ما كلفنى به .. وعليك مغادرة هذا المكان فوراً
• غادرهم الإ عرابى فى إتجاه المطار بعد أن ترك لهم بعض الأطعمة الاسرائيلية .
• تأكد شك محمد فى هذا الأعرابى بعد أن أخبره سعد أن هذا الرجل عميل مذدوج يستخدمه الاسرائيليون كدليل لكشف الساحل بحثاُ عنأى آثار غريبة .. فانتابه القلق خوفاً على ما معه من معلومات ، وأحس بدنو الخطر .
وفى صباح اليوم التالى قام محمد بإستنفاذ ما معه من أفلام فى تصوير الساحل والمناطق الادارية للعدو وقياس المسافات بينها ، ثم عاد إلى مخبأه ، وفى الظهيرة أثناء حديثه مع سعد الذى زادت الفترة التى عاشها معهمن أواصر الصداقة بينهما وتبين له مدى حبه وإخلاصه لمصر إذ بهما يسمعان صوت سيارات مقتربة فيأمر سعد بالتوجه إلى مخبأه ، ويقفز هو إلى داخل البئر القديم المظلم مستعداً بقنبلته اليدوية ومسدسه .. توقفت السيارات بالقرب من البئر وسمع الاسرائيليون يتحدثون بالعبرية التى يعرفها :
• فين هو هذا المصرى اللعين .. نبحث عنه من مساء الأمس ولا أثر له .. الواضح إنه رجع لأننا فتشنا كل شبر .
كان محمد فى ذلك الوقت يتلو سراً آيات القرآن الكريم إلى أن حدث مالم يكن يتوقعه .. فقد سمع وقع أصوات أقدام أحد الجنود نحو البئر فكتم أنفاسه مستعداً للمواجهة الحتمية ولكنه وجد أن الجندى الاسرائيلى أخذ يتبول داخل البئر وبوله ينزل على رأس الفهد المصرى المتعلق بجدران البئر حتى أغرق الشال فوق رأسه ووجهه ثم إنصرف .. وعندما غادر جنود العدو المكان خرج محمد من البئر مشمئزاً وأخذ يدفن رأسه ووجهه فى الرمال .. ثم تيمم وصلى ركعتى شكر لله على نجاته .. وتأكدت شكوكه من أعرابى الأمس فى إنه من قام بابلاغ عنه .
كان باقياً على موعد حضور الزورق الذى سيعود به ثلاثة أيام قضاها مع رفيقه بين الوديان متجنباً دوريات العدو التى نشطت فى تلك الفترة بحثاً عنه يستطلع ويصور الوديان عاش تلك الفترة على خبز يصنعه سعد على الشمس يغمسه بالملح والشطة والكمون .. أما النوم ففى العراء داخل حفرة أو متوارياً خلف صخرة متخذاً من حذائه وسادة له .
حضر مبروك فى الموعد المحدد الذى سبق الإتفاق عليه كان وداعاً حاراً مع سعد الذى ظل بسيناء ، وكان لقائه بمبروك سائق اللنش أيضاً تحفه الحرارة .. أما اللقاء الذى كان لا يوصف من حفاوة وحب هو الذى لقيه به قادته عند عودته
• حمداً لله على سلامتك يابطل ..
• أنا قلت العملية دى موش حايقدر يقوم بها غير محمد عبده .
• الإسرائيليون كانوا بيدوروا عليك فى كل شبر . إحنا إلتقطنا إشاراتهم كانوا بيقولوا: جارى البحث عن العميل المصرى .. لم يتم العثور على الجاسوس المصرى ..
• ولكن لم يكن بيدنا تقديم المساعدة لك وأنت هناك .
وزادت سعادة وسرور قيادته عندما تم تفريغ الأفلام الثلاثون التى قام بتصويرها أثناء المهمة ، وحصولهم على كم كبير من الصور والمعلومات الهامة .
وفى إحدى الأجازات وبينما هو جالس مع أصدقائه على المقهى قطع المذياع برامجه المعتادة ليذيع بياناً صادراً من القيادة العامة للقوات المسلحة :
قامت مجموعة من قواتنا المسلحة مساء اليوم بالأغارة على مطار الطور وتدمير ما به من طائرات العدو الاسرائيلى ومنشآته ومخازن ذخيرته ، وتكبد العدو خسائر فادحة فى الأفراد والمعدات ، وعادت قواتنا إلى قواعدها سالمة ... هنا القاهرة.
من كتاب قصر فى الجنه
لسيادة اللواء/ طيار محمد زكى عكاشة
القصة فى الكتاب تحت اسم القتال الصامت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

Blogger news

Blogroll

Website counter

Most Reading