© Mostafa orabi. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

لقاء مع اللواء طيار /محمد زكى عكاشة

الاثنين، 10 مايو 2010


فى لقاء ودى يحمل عبير أيام مجيدة فى تاريخ مصر فتح سيادة اللواء طيار محمد زكى عكاشة قلبه ومنزله لعدد من شباب الجيل الجديد المنبهر بأداء وشجاعة وقوة عزيمة رجال القوات المسلحة فى حروبها السابقة ضد العدو الصهيونى البغيض بصحبة الكاتب أحمد على عطية الله كهمزة وصل بن الأبطال والجيل الحيث .
بكل تواضع الأبطال سرد الطيار عكاشة لأبنائه كيف كان لنشأته دورها فى تحديد مسار حياته العسكرية فهو من مواليد محافظة الجيزة عام 1943 إصطحبه والده وهو فى السادسة من عمره إلى ميدان رمسيس لمشاهدة عودة أبطال الفالوجا من رجال الجيش المصرى عقب حرب 1948 وانفعل بالمقابلة الحاشدة والهادرة للشعب المصرى لأبنائه الأبطال وفى هذا اليوم قرر الصبى الصغير أن يكون ضابطا بالقوات المسلحة المصرية .
عنما تعاقدت مصر مع التشيك على صفقة السلاح الروسية للجيش المصرى كانت توضع نماذج من الطائرات الحربية الحديثة فى ميادين مصر ومنها كلك الطائرة فى طريق مدرسته التى يمر عليها ذهاباً وإياباً وهنا قرر أن يكون طالباً بكلية الطيران لا سيما بعد أن قابل قريبا له طالباً بها كان يستمع إليه بشغف عن الحياة بهذه الكلية .
وبدأ الخطوة الجادة فى حياته بألتحاقه بكلية الطيران عام 1959 وأستمر بها ثلاثة أعوام كادت أن تنتهى بأبعاده عن الطيران وحلم حياته فأثناء تدريبات الطيران كان يمكنه الاقلاع بالطائرة والتحليق بها بصورة جيدة ولكن كان لديه مشكلة فى الهبوط حيث كانت الطائرة تقفز منه عدة قفزات على الممر وحاول مدربه بالطائرة الهندى الجنسية فى إطار تبادل معلمى الطيران أن ينبهه بذلك ولكن بتعبير لم يألفه ولم يسمعه من قبل وهو " تشيك .. تشيك .." وعندما شعر بأمكانية إستبعاده من الكلية وبدا عليه الحزن .. فأستفسر منه ا؛د زملائه عن سر حزنه فأخبره بالقصة ففك له صديقه لغز العبارة المبهمة ويقصد بها المرب أن يرتفع بمقدمة الطائرة قليلاً أثناء الهبوط وبالفعل نفذ الهبوط بهذه الطريقة وتخرج الطيار محمد عكاشة عام 1962 ليلتحق بتشكيلات الميج 15 ثم الميج 17 ، وقضى بضعة شهور باليمن ضمن تشكيلاتنا العاملة هناك ، وعاد عام 1963 حيث تم تكليفه بالسفر إلى الهند للحصول على فرقة معلم طيران لمدة أربعة شهور ليعود فى مايو 1964 مدساً بكلية الطيران ( الجوية حالياً) .
وعن ذكرياته عن النكسة الأليمة عام 67 وكان شاهداً عليها يذكر أنه عقب العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 والتى تم خلالها الهحوم على جميع القواعد الجوية المصرية وتدميرها وإخراج سلاحنا الجوى من المعركة وإسرائيل تعمل على قدم وساق وتتدرب على نفس الخطة تدريباً متواصلاً آخذة الموضوع مأخذ الجدية فى الوقت الذى إنساقت فيه مصر لأبواق الدعاية التى هللت للنصر السياسى الذى أحرزته مصر عن إستحقاق متناسية الهزيمة العسكرية ولم تدرس أسبابها وكيفية الاستفادة من دروسها .. فساعات تدريبات الطيارين محدودة ، والخطط المسبقة لعمل جماعى غير موجودة ، الطائرات مكشوفة وشهد الشهر السابق ليونيو 1967 أوامر غير متزنة فاللواء عكاشة على سبيل المثال وصلته أوامر بالتحرك إلى إحدى قواعد سيناء ، ثم أمر آخر بالتحرك إلى الغردقة ثم ألماظة ثم غرب القاهرة ثم قاعدة بالقناة ثم العودة مرة أخرى إلى غرب القاهرة ثم أمراً بالسفر غلى اليمن لحماية قوات الجيش هناك .. كل ذلك خلال شهر مايو 1967 ..وفى اليمن إستمعوا فى البداية إلى اليانات غير الصحيحة عن معركة يونيو 1967.
أثارت البيانات الصادرة من الاذاعة المصرية حماسة الطيارين المصريين باليمن وتمنوا لو كانوا موجودين بين زملائهم على جبهة سيناء ومالبثت الأوامر أن صدرت بطلب 6 طائرات من الموجودة باليمن .. وكم أثار هذا الطلب حيرة الطيارين باليمن فهم يعلمون حجم سلاحهم الجوى فى ذلك الوقت وأن طلب القيادة الاستعانة بستة طائرات من عندهم لهو دليل على كارثة حلت بسلاح الجو المصرى ، ولما كان مدى هذه الطائرات لا يسمح لها بالطيران المباشر إلى الأراضى المصرية ، وإعتذرت السعودية عن سوء حال مطاراتها لأستقبال الطائرات المصرية فى طريق عودتها كان الحل فك الطائرات وشحنها على طائرات النقل ولكن ذلك كان يستلزم مزيد من الوقت ومالبثت القيادة أن ألغت الأمر وبعد فترة قصيرة عاد عكاشة إلى مصر وتشفت أمامه الحقائق.. أفضل ما فى الأمر أن مصر لم تمضى طويلاً فى ندب حظها أو البكاء على اللبن المسكوب إنما بدأت عملاً جاداً وجهداَ مضنياً كان اللواء عكاشة شاهداً عليه..
فحدث تغيير فى القيادات حيث تقدم أولى الخبرة والكفاءة ليحلوا محل أولو الثقة ، تم تشييد ملاجئ خرسانية للطائرات ، زادت ساعات التدريب وعدد الطلعات للطيارين ، وبدأ البطل محمد عكاشة قيادة سربه فى عمليات الاستنزاف التى كان لها الفضل فى إبتكار العقيدة المصرية فى القتال الجوى ففى بداية سلاح الجو المصرى كان يتبع عقيدة القتال الغربية متمثلة فى محاكاة بريطانيا التى كانت تحتل مصر وظلت هذه العقيدة موجودة حتى حصول مصر على السلاح الشرقى عقب الثورة وإتبع عقيدة القتال الشرقية ولكن مجريات حرب الاستنزاف دفعت مقاتلينا فى سلاح الجو إلى إبتكار وسيلة ملائمة فى القتال تقلل الخسائر لأقل حد وخصوصاً تغيير الأرتفاع اللازم إتخاذه عند الهجوم عاى الأهداف الأرضية لتقليل زمن الظهور أمام المضادات الأرضية للعدو . وكان عكاشة أول من درب سربه من الميج 17 على هذه الوسيلة التى أخذت بها باقى الأسراب.
وقد تمكن عكاشة بسربه أثناء حرب الاستنزاف من تنفيذ 12 غارة على مواقع العدو بسيناء ثلاثة منها ضد حصون خط بارليف , و9 ضد موقع صواريخ الهوك برمانة المسؤل عن حماية القطاع الشمالى من الجبهة ، وقد أحدث به خسائر فى غاية الدقة للدرجة التى دعت زمبله فى السرب يمازحح عقب إلقائه القنابل على موقع قيادة العدو بقوله فى جهاز اللاسلكى :
يا أقندم إنت نزلت القنابل فى حجر الراجل اللى جالس فى غرفة القيادة
هكذا كانت وستظل بإذن الله روح الحب والألفة بين أعضاء السرب الواحد أصعب الظروف.
ويذكر اللواء عكاشة بعض الاحصائيات عن حرب الأستنزاف التى أخذت ووقت وجهد ونتائج كبيرة والتى لا يرد ذكرها إلا بعبارة قصيرة سريعة أن هذه الحرب شارك فيها من الجانب المصرى350 طائرة مقابل 504 من الجانب الاسرائيلى.. قامت الطائرات المصرية ب ألف وتسعمائة طلعة منها ربعمائة وسبعون طلعة قصف ألقينا خلالها ثلثمائة وعشرة طناً من المتفجرات مقابل 7974 طلعة من الجانب الاسرائيلى ألقوا خلالها 21 ألف و530 طن من القنابل .. كانت خسائرنا من ذلك 166 شهيد و318 جريح بفضل حسن إحتماء جنودنا بالحفر البرميلية ، فى حين كانت خسائرهم 827 قتيل و 3140 جريح.

حدوتة مصرية

الأربعاء، 5 مايو 2010


مساعد اول / محمد عبده موسى

بطل ذو مذاق خاص من أبطال المجموعة 39 - قتال مجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعى
فدائى ذو جرأة عالية .. كانت له بطولاته منذ إلتحاقه بسلاح الصاعقة ، وبعد إنضمامه لمجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعى ، وأثناء حرب أكتوبر 1973 وهو ضمن وحدات الصاعقة الأخرى بعد أن غادر المجموعة عام 1972 أثناء وقف إطلاق النار طبقاً لمبادرة روجرز..
فى كل مرحلة من هذه المراحل كانت له صولات وجولات .. إخترت منها نموذج واحد نشره أخى وصديقى سيادة اللواء طيار محمد عكاشة فى مجموعته القصصية ( قصر فى الجنة) .
وهى عملية إستطلاع مطار الطور ( العملية رجائى) .
فحدث فى يوم كان فيه محمد عبده فى أجازة لحضور فرح شقيقته وإذا بزميله المقاتل أبو الحسن يدخل عليه .. فأعتقد فى البداية أنه جاء لتحيته والمشاركة فى العرس ولكن أبو الحسن مال على أذنه وأسر إليه ببعض العبارات فظهرت علامات المفاجأة والتعجب على وجهه ووجه عتاباً رقيقاً لزميله:
* بقى ده كلام يا أبو الحسن !! أسيب فرح أختى إنت موش عارف إن مالهمش غيرى !
* الرائد رجائى والرائد عصام قالوا تروح تجيبه لأن فيه عملية ما حدش يقدر يعملها غير الرقيب محمد عبده موسى.
* أقول للناس دى إيه؟!
وتحجج البطل للمهنئين بأنه يجب أن يغادر لأن فيه تدريب مهم سيحضره رئيس الجمهورية .. وبعد ساعة كان يقف إنتباه مشدوداً أمام الرائد عصام الدالى الذى بادره قائلاً :
• معلهش يا أبو حميد لكن لما تعرف المهمة المطلوبة حا تقدّر وتسامحنى.
وكانت المهمة هى إستطلاع مطار الطور الذى بدأت طائرات العدو الانطلاق منه لضرب عمق مصر من جهة الصعيد .حيث قررت القيادة الأعداد لضرب هذا المطار وتدميره لمنعه من أداء مهمته .
• طبعاً إنت عارف يا محمد إيه خطورة العملية دى لأنك حا تستطلع لوحدك ، يعنى إحنا موش حانقدر نقدم لك أى معونة بعد ما تنزل الناحية التانية لكن إحنا عارفين محمد وقدراته وكفائته وأنك قد المهمة دى .
إنصرف محمد وهو متقد الحواس يفكر منذ غادر باب حجرة قائده فى خطوات تنفيذ تلك العملية حتى إنه إصطدم أثناء سيره بالرائد رجائى عطية الذى داعبه
• إيه يا أبو حميد إنت حا تتكعبل من دلوقت ؟ أوع تعملها هناك .. تتكعبل إما الموت أو الأسر .. تعال أعزمك على شاى .
• معلهش يا أفندم علشان ألحق أجهز نفسى .
وقام محمد عبده بأعداد ما يحتاجه لهذه المهمة فأعد جلباباً عربياً وصديرى وعمامة مثل زى البدو ، وتزود بطبنجة ، وعدد إثنين قنبلة يدوية ، وكاميرا للتصوير ، وعدد من الأفلام . وراجع محمد خط السير الذى سيسلكه مع الرائد رجائى عطية مثله الأعلى فى العمليات الخاصة حيث أنهما يحفظا دروب هذه المنطقة عن ظهر قلب .
وعند نقطة الأنطلاق من خليج جبل الزيت على الشاطئ الغربى لخليج السويس صلى محمد عبده ركعتين وودعه قائده الرائد رجائى وداعاً حاراً ، وإستقل المركب الصغير مع إثنين من بدو سيناء المخلصين .. محمد مبروك الذى كان يقود المركب ليوصله إلى الشاطئ الآخر ، و سعد المزينة الذى سيقوم بتغطيته أثناء العملية وتوفير الأعاشة والذى لاحظ عليه قلة الكلام وشدة الحرص.. وصل المركب قرب مدينة الطور ولكنه لم يدخل إلى الساحل قبل حلول الليل .. وكانت ليلة قمرها بدراً مما جعل ظاهرة المد والجذر فى شدة نشاطها فساعد ذلك على محو آثارهما من على رمال الشاطئ ومع ذلك فقد سارا على الشاطئ إلى الداخل لمسافة 300 متر حبواً على الكوعين والركبتين .. حتى وصلا إلى منطقة أشجار وبئر قديم وتم الأتفاق مع سعد على أن تكون المسافة دائماً بينهما 200 متراً ويتم التفاهم بينهما عن طريق الإشارة ، وأن يتبادلا حراسة بعضهما البعض أثناء النوم على ألا تزيد فترة النوم عن ثلاث ساعات
وعندما إنبثق الفجر صلى محمد وإستعد لأداء مهمته فتسلل بخفة وحرص قرب المطار حتى أصبح على بعد لايزيد عن 100 متر منه ، وأشرقت الشمس فتفقدالمنطقة بحرص كى لا يتم رصده من وحدات مراقبة العدو.. وهاله ما تمت إضافته إلى المطار الذى كان قد سبق له رؤيته قبل 1967 والذى كان عبارة عن مساحة صغير لهبوط طائرات النقل الخفيفة أصبح الآن ممراً طويلاً مغطى بالأسفلت ذو برج مراقبة ومخازن منتشرة .. فسجل كل ماشاهده كتابة ثم بدأ فى إلتقاط الصور من عدة نقاط وبزوايا مختلفة لكل شبر من المطار .. بداية بالممر ، والطائرات الرابضة على الأرض ، والمشآت .. تم التصوير بطريقة مسلسلة حتى يمكن عمل بانورما كاملة للمطار وما حوله .. ومالبثت أن بدأت الحركة تدب فيما حوله فسكن فى مكمنه حتى قبل الغروب بساعة فأنطلق يكمل تصويره للمنطقة .. ونجح نجاحاً باهراً فى إلتقاطه للصور التى بواسطتها يمكن عمل ماكيت للمطار ..
وأثناء إنسحابه من منطقة المطار فوجئ بسيارة جيب إسرائيلية متجهة نحوه يقودها عريف إسرائيلى.. الموقف لم يكن يسمح له بالأختباء ، وفى الوقت نفسه قرر عدم الوقوع فى الأسر .. نزع تيلة الأمان من القنبلة اليدوية وقبض عليها بيده اليسرى مغطاة بشال الرأس جاهزة للإنفجار .
بادره الأسرائيلى بالسؤال :
• إنت بتعمل إيه هنا؟ فين هوية بتاعك؟
فأجابه محمد وهو يناوله بطاقة كانت معدة له سلفاً :
• أنا أؤمن شحنة مخدرات رايحة مصر.
• مر علىّ بمكتبى بعد ساعتين .
فأومأ محمد إليه برأسه موافقاً ، وتركه الإسرائيلى وغادر المكان حيث كانوا يشجعون إغراق مصر بالمخدرات.. حمد محمداً الله وقام بتأمين قنبلته .. وقام بالأنسحاب من المكان بكنزه الثمين .. وتنقل بحرص من نقطة إلى أخرى حتى وصل إلى نقطةالبداية بأمان ..
وفى صباح اليوم التالى رأى على البعد جملاً قادماً نحوه تبين فوقه إعرابياً فأشار إلى سعد بأعتراضه .. وبينما هما مشغولان بالحديث إنقض محمد على الاعرابى شاهراً سلاحه فحدثه الأعرابى مسرعاً:
• لا تخاف أنا صديق .. أبلغ قائد مخابرات الغردقة أننى نفذت ما كلفنى به .. وعليك مغادرة هذا المكان فوراً
• غادرهم الإ عرابى فى إتجاه المطار بعد أن ترك لهم بعض الأطعمة الاسرائيلية .
• تأكد شك محمد فى هذا الأعرابى بعد أن أخبره سعد أن هذا الرجل عميل مذدوج يستخدمه الاسرائيليون كدليل لكشف الساحل بحثاُ عنأى آثار غريبة .. فانتابه القلق خوفاً على ما معه من معلومات ، وأحس بدنو الخطر .
وفى صباح اليوم التالى قام محمد بإستنفاذ ما معه من أفلام فى تصوير الساحل والمناطق الادارية للعدو وقياس المسافات بينها ، ثم عاد إلى مخبأه ، وفى الظهيرة أثناء حديثه مع سعد الذى زادت الفترة التى عاشها معهمن أواصر الصداقة بينهما وتبين له مدى حبه وإخلاصه لمصر إذ بهما يسمعان صوت سيارات مقتربة فيأمر سعد بالتوجه إلى مخبأه ، ويقفز هو إلى داخل البئر القديم المظلم مستعداً بقنبلته اليدوية ومسدسه .. توقفت السيارات بالقرب من البئر وسمع الاسرائيليون يتحدثون بالعبرية التى يعرفها :
• فين هو هذا المصرى اللعين .. نبحث عنه من مساء الأمس ولا أثر له .. الواضح إنه رجع لأننا فتشنا كل شبر .
كان محمد فى ذلك الوقت يتلو سراً آيات القرآن الكريم إلى أن حدث مالم يكن يتوقعه .. فقد سمع وقع أصوات أقدام أحد الجنود نحو البئر فكتم أنفاسه مستعداً للمواجهة الحتمية ولكنه وجد أن الجندى الاسرائيلى أخذ يتبول داخل البئر وبوله ينزل على رأس الفهد المصرى المتعلق بجدران البئر حتى أغرق الشال فوق رأسه ووجهه ثم إنصرف .. وعندما غادر جنود العدو المكان خرج محمد من البئر مشمئزاً وأخذ يدفن رأسه ووجهه فى الرمال .. ثم تيمم وصلى ركعتى شكر لله على نجاته .. وتأكدت شكوكه من أعرابى الأمس فى إنه من قام بابلاغ عنه .
كان باقياً على موعد حضور الزورق الذى سيعود به ثلاثة أيام قضاها مع رفيقه بين الوديان متجنباً دوريات العدو التى نشطت فى تلك الفترة بحثاً عنه يستطلع ويصور الوديان عاش تلك الفترة على خبز يصنعه سعد على الشمس يغمسه بالملح والشطة والكمون .. أما النوم ففى العراء داخل حفرة أو متوارياً خلف صخرة متخذاً من حذائه وسادة له .
حضر مبروك فى الموعد المحدد الذى سبق الإتفاق عليه كان وداعاً حاراً مع سعد الذى ظل بسيناء ، وكان لقائه بمبروك سائق اللنش أيضاً تحفه الحرارة .. أما اللقاء الذى كان لا يوصف من حفاوة وحب هو الذى لقيه به قادته عند عودته
• حمداً لله على سلامتك يابطل ..
• أنا قلت العملية دى موش حايقدر يقوم بها غير محمد عبده .
• الإسرائيليون كانوا بيدوروا عليك فى كل شبر . إحنا إلتقطنا إشاراتهم كانوا بيقولوا: جارى البحث عن العميل المصرى .. لم يتم العثور على الجاسوس المصرى ..
• ولكن لم يكن بيدنا تقديم المساعدة لك وأنت هناك .
وزادت سعادة وسرور قيادته عندما تم تفريغ الأفلام الثلاثون التى قام بتصويرها أثناء المهمة ، وحصولهم على كم كبير من الصور والمعلومات الهامة .
وفى إحدى الأجازات وبينما هو جالس مع أصدقائه على المقهى قطع المذياع برامجه المعتادة ليذيع بياناً صادراً من القيادة العامة للقوات المسلحة :
قامت مجموعة من قواتنا المسلحة مساء اليوم بالأغارة على مطار الطور وتدمير ما به من طائرات العدو الاسرائيلى ومنشآته ومخازن ذخيرته ، وتكبد العدو خسائر فادحة فى الأفراد والمعدات ، وعادت قواتنا إلى قواعدها سالمة ... هنا القاهرة.
من كتاب قصر فى الجنه
لسيادة اللواء/ طيار محمد زكى عكاشة
القصة فى الكتاب تحت اسم القتال الصامت

قصة صورة


إنها صورة من مئات الصور الفوتوغرافية التى حفلت بها حرب أكتوبر المجيدة.
ولا بد أن كل صورة من تلك الصور كان وراها قصة بطولة عظيمة
فياترى ما قصة هذه الصورة؟
إنها صورة معبرة جداً لأستسلام حصن لسان بور توفيق أخر الحصون الاسرائيلية التى سقطت فى أيدى قوات مصر المسلحة .. سقط هذا الحصن يوم 13 أكتوبر بعد حصار ومناوشة بالنيران لمدة أسبوع كامل .. ويظهر فى الصورة الضابط الاسرائيلى شلومو أردنست قائد ثان الموقع لأن قائد الموقع دفيد ترجمان خر صريعاً يوم 6... مشاهدة المزيدأكتوبر أثناء محاولة لأقتحام الموقع فى أول أيام القتال يضهر شلومو وهو يسلم العلم الإسرائيلى للقائد المصرى الرائد زغلول فتحى قائد كتيبة الصاعقة التى حاصرت الموقع مؤدياً له التحية العسكرية، وكان ضمن كتيبة الصاعقة الضابط معتز الشرقاوى . وقد نقل الأسرى والجرحى الاسرائيلين عقي ذلك إلى الضفة الغربيية للقناة
فهذا الضابط الاسرائيلى ظل سنوات طويلة بعد إنتهاء حرب أكتوبر فى حالة شديدة من الفزع وعدم إستطاعته النوم المنظم وإصابته بالكوابيس التى كان يرى فيها صور قائده وجنود موقعه الذين سقطوا أمامه أثناء الهجوم على الموقع قتلى ..وصرخات الألم من المصابين منهم
فى مذكرات شلومو أردنست ظلت القيادة الاسرائيلية تعده مراراً ويومياً بأنها ستأتى لأنقاذه هو وجنوده وفك الحصار عنه بلا جدوى لقبضة القوات المصرية المحكمة حتى إضطر فى النهاية إلى الاستسلام ، وآخر ما طلبته منه قيادته فى آخر إتصال به قبل أن يستسلموا هو أن يقول لرجال الموقع أن برفعوا رؤسهم ويبتسموا عندما يظهروا فى التليفزيون المصرى
يذكر شلوموا أردنست أنه بعد أن عاد إلى منزله كان يستيقظ من النوم فيجد أباه وأمه إلى جوار سريره وهو مبلل بالعرق فيسألهما مالذى أتى بكما إلى حجرتى ؟ فكانا يقولا له شلومو لقد سمعنا صراخك وجئنا نستطلع الأمر
الرائد البطل زغلول فتحى قائد كتيبة الصاعقة التى حاصرت الموقع والذى كان يطلق عليه بالعبرى " موقع ميزح" والذى إلذى إستسلم أمام عدسات وكالات الأالعالمية وممثلى أجهزة الاعلام بمصر والخارج أتدرى ماذا قال مندوب وكالة رويتر ؟
جرانفيل واتس مراسل وكالة روايترز الاخبارية الاعلامية قال :
إستسلم اليوم آخر موقع إسرائيلى حصين على الضفة الشرقيةلقناة السويس وتم أسر 37 شخصاً من القوات الاسرائيلية الذين بدا عليهم الارهاق ، وكانوا ملطخين بالأوحال حين تم إقتيادهم بزوارق التجديف عبر القناة إلى الضفة الغربية ..
وكان أول إسرائيليين يتم نقلهما بالقوارب قائد الموقع ويدعى شلومو أردنست ويبلغ من العمر 23 عاماً برتبة ليفتانت ، وأما الثانى فكان طبيب الموقع
وقد واجه الضابطان الشابان على ضفة القناة عدداً من المصريين الذين أكدوا لهما أنهما سيلقيان المعاملة المناسبة وفقاً لأتفاقية جنيف .
إلا أن الضابط المصرى المسؤل عن عملية التسليم لم يرقه منظر الضابط الاسرائيلى الذى يمشى متمهلاً فقال له بالأنجليزية : " قف .. إنتباه"
وعلى الفور إمتثل القائد الاسرائيلى ورفع يده محيياً العلم المصرى
هذا وعندما دخلت الموقع إستطعت أن أرى معدات ، وأجهزة راديو ، وعدسات مكبرة ، وخوذات ، وكانت هناك صناديق كثيرة مليئة بالذخيرة .. وقد كان واضحاً أن الاسرائيلين لم يستسلموا لنفاذ الذخيرة .

إلى هنا ينتهى تقرير مراسل وكالة روايتر وهو غنى عن التعليق

قد يسأل البعض ولماذا إستسلم الموقع وبه الذخيرة الوفيرة وعدد وفير من الجنود .. وللأجابة على السؤال نعود قليلاً إلى الوراء

كان هذا الموقع يبدو من بعيد أشبه بجبل صغير .. كان يضم 6 دشم أقامها الاسرائيليون على طول اللسان الممتد مايزيد على 5 كيلو مترات ، وعرضه يتراوح ما بين 75-200 متراً . كانت جدران الدشم تتكون من عربات السكك الحديدية المليئة بالأسمنت المسلح ، وفلنكات السكك الحديدية ، ويعلوها ردم رملى يرتفع لما يزيد عن ثلاثة أمتار بحيث لا تؤثر فيه أشد أنواع القذائف .. وكانت هذه الدشم متصلة فيما بينها بأنفاق سفلية بحيث إذا سقطت إحداها يفر أفرادها إلى باقى الدشم بعد أن يغلقوا خلفهم أبواباً فولاذية صلبة . . كان بالموقع مواد غذائية ، وذخائر مكدسة بما يسمح لقوة الموقع وعددها 42 فرداً أن تستطيع المقاومة شهوراً عديدة .. كما كانت إمدادات المياه تصل إلى داخل الموقع عن طريق خط مواسير مدفونة داخل الرمال وغير مرئية .
أما تسليح الموقع فكان يضم خمس دبابات أمريكية الصنع من طراز باتون , ومدفعية ثقيلة , ورشاشات ثقيلة , ومتوسطة بالاضافة إلى التسليح الشخصى للأفراد .
هذا إلى جانب طبيب وحجرة مجهزة بالمعدات الطبية .. وأجهزة إتصال بالقيادة والقواعد الجوية لطلب طلعات جوية .
قامت قيادة الجيش الثالث الميدانى بتكليف كتيبة صاعقة بالأغارة النقطة الحصينة ..
قام قائد كتيبة بدفع إحدى سراياه لمهاجمة تلك النقطة الحصينة
قام قائد تلك السرية بحصار ذلك الموقع منذ يوم السادس من أكتوبر والضغط على العدو بالداخل عدة أيام حتى إستسلم فى النهاية .. وقصة إستسلامه سندعها لقائد الحصن يرويها بلسانه كما وردت فى مذكراته ..
جاء فى مذكرات شلومو أردنست:
السبت 6 أكتوبر 1973
على الرغم من أننا تلقينا رسالة من قيادة الأركان ( الاسرائيلية) عن إحتمال قيام المصريين بهجوم على مواقعنا إلا إننا إستبعدنا ذلك تماماً .. فنحن بقوتنا الهائلة قد أدخلنا اليأس إلى قلوبهم .. وهم كما أكدت لنا قيادتنا أضعف من أن يدخلوا حرباً جديدة ضدنا ومع ذلك فإننا رفعنا درجة الاستعداد وكان لدينا فى موقع ميزح كل ما يطمئنا .. فحتى لو فكر المصريون فى الهجوم فإن موقعنا من أقوى مواقع خط بارليف خاصة بعد الاضافات الهائلة التى دعم بها الموقع أثر هجوم شنته علينا قوات مصرية أثناء ما يعرف بحرب الاستنزاف ..ونتيجة لهذا الاصمئنان حاول قائد الموقع الذى توليت القيادة عقب مصرعه عصر اليوم وهو الملازم أول ديفيد ترجمان الأتصال فى الساعة الواحدة والربع بخطيبته فى شرم الشيخ ,, وعى فكرة كانت هى أيضا زميلة لنا بجيش الدفاع برتبة ملازم .. وقبل أن يتفق ديفيد على اللقاء بخطيبته فى اللد بمجرد حصوله على أجازة هو الآخر قطعت المكالمة وإستشاط غضباً .. وأخذنا نمزح معه وأخذنا نمزح معه دون أن يبتسم ..
وفى الساعة الواحدة والنصف سمع ديفيد صوتاً قادماً من بعيد ، ولم يكن هذا الصوت المألوف لعامل التليفون فى مركز أم خشيب .. ومرة أخرى إستشاط ديفيد غضباً وطلب من المتحدث أن يدع الخط إلى أن يكمل مكالمته مع خطيبته ، ولكن المتحدث أجابه ببرود أنه يتكلم من القيادة العامة العامة ليدلى بإشارة عاجلة إلى قائد الموقع ..
ورد ديفيد بحنق :
* أى موقع ؟
* موقع ميزح .
* حسناً إننى القائد .
* نعم يا سيدى .. إشارة من قائد الأركان : يحتمل أن يقوم المصريون بـ ..
وهنا إنقطع الاتصال قبل أن تنتهى الاشارة ، وعاد ديفيد إلى الدق على جهاز التليفون ، ولكن الجهاز اللعين بدا ميتاً
إلى أن كانت الساعة الثانية وخمس دقائق ( مازال الحديث لشلومو) إذ سمعنا أزيزاً مكتوماً ، وأصوات إنفجارات قريبة .. إن طائرات السوخوى المصرية تقذف سيلاً من القنابل .. وفى نفس الوقت تقريباً تساقطت قذائف المدفعية الحادة الحادة .. لا أفهم شياً حتى الآن .. دمرت قذائف المدفعية المصرية وسائل الاتصال ، ومواقع المراقبة .. ترى ماذا يكون ماحدث ؟ هل هو مجرد حادث فردى أكبر بعض الشئ من الحوادث السابقة ؟!! .. أتمنى ذلك ..
إستمر القصف المصرى ساعتين .. رأيت 4 دبابات من دباباتنا تدخل موقعنا .. ياللكارثة .. لقد أصيبت ثلاثة من دباباتنا وسقط أطقمها ما بين قتلى وجرحى ..
قرب الغروب رأينا عشرة قوارب مليئة بالجنود المصريين تعبر بهم القناة .. أصدرت أوامرى بضربهم بالمدفع الرشاش الثقيل .. لا فائدة فقد أصيب هو الآخر .. فتح رجال الموقع نيران مدافع عوزى .. تمكنا من إصابة بعض المشاة .. لكن موجة الهجوم وصلت إلى الساتر ، وسمعناهم وهم يتصايحون فى ثورة سنذبحكم ( الله أكبر) ..
لماذا لم تعمل مواسير النابالم زز؟!! ... لغز آخر
نسف المشاة المصريون من حملة قاذفات اللهب خزان الوقود فى الموقع .. بدأ القتال يتبادل بالقنابل اليدوية .. سقط أول قتيل منا ..
لاحظت أن المصريون يندفعون ناحية الشرق .. لكنهم تركوا بعض المشاة الذين بدأوا فى حصار الموقع ..
هبط الليل .. أسوأ ليل فى حياتى .. القذائف تدك الموقع .. الجنود المصريون يستخدمون قاذفات الصواريخ .. سقط القتيل الثانى والثالث .. لقد حوصر الموقع تماماً وتم عزله من جميع الاتجاهات .. توالى سقوط القتلى وبينهم القائد ديفيد
أصبحت مسؤلاً عن القيادة فى الموقع .. مازلت متأكداً أن قوات جيش الدفاع سوف تأتى لفك الحصار المصرى وتنقذنا .. إنى متأكد من ذلك تماماً
- شلومو أردنست الذى يصف مقدار مابلغوه من رعب ، ويأس.. فيذكر فى مذكراته بخط يده :
الثلاثاء 9 أكتوبر
يبدو أن المصريين لم يبدأوا هجومهم الفعلى نحونا حتى الآن .. لكن أفراد الموقع .. أقصد من تبقى منهم على قيد الحياة كانوا يعانون من الارهاق والخوف .. إستطعت أن أستخدم نظارتى الميدانية لأعرف ما يدور حول الموقع .. لكن رأيت ما لم أصدقه .. لقد كان العلم المصرى يرفرف فوق الدشمة المجاورة .. هبط قلبى فى قدمى وشعرت بالعار والانهيار .. خاصة وأن عدد الذين يصلحون للقتال من رجالى فى هذا اليوم لا يزيدون عن العشرة .. وكان علىّ أن أواصل رفع روحهم المعنوية المنهارة .. أخذت أقول لهم :
سوف تمر الأزمة .. وسيأتى رجالنا .. إنهم قادمون .. فقليلاً من الصبر ..
وأيدنى المضمد يمرحئيل يسرائيلى .. فقال هو الآخر :
إنى متأكد أنهم سيأتون لأنقاذنا
الجمعة 12 أكتوبر :
لم نتوقف عن طلب النجدة .. الأمل فى وصولها يتلاشى .. الموقف بالغ السوء.. لم تعد تجدى تنقلاتى بين مواقع الحصن .. الجنود والضباط ينهارون لحظة بعد أخرى .
قال أحدهم :
إن الذخيرة تنفذ .
الهجمات المتقطعة للمشاة المصريون تطرد النوم من عيوننا..
تلقينا إشارة من قيادتنا تقول :
إذا لم نستطع إرسال النجدة إليكم .. فعـليكم بالاستسلام ..
لقد تأكد ما توقعته ..
نجح طبيب الموقع " ناحوم فربين" فى علاج جندى أصيب بجروح بالغة نتيجة إصابته ببازوكا فتحطمت يداه ، ودخلت الشظايا فى جميع أعضاء جسمه ، وحتى فى عنقه .. وبعد مرور ساعات قليلة أخذ يهذى وفقد وعيه .. قام الطبيب ناحوم بقطع زنده ، وكان يقاوم إرتجاف يده وهو يفعل ذلك ..
إن وضع الجرحى لا يطاق .. صورة أول جريح سقط بيننا فى يوم السبت الماضى مازالت ماثلة أمامى .. وفى لحظة هدوء .. حكى لى الطبيب ناحوم كيف فشل فى علاج الجريح .. فقال لى :
لم أسيطر على النزيف .. وشعرت إنه سينتهى بين يدى.. وقد مات بالفعل بعد 6 ساعات.. إن هذه هى المرة الأولى التى يموت فيها شخص أنا المسؤل الوحيد عنه .. وعندما تحققت من وفاته جلست فى مكان ما من المستوصف داخل الموقع وأنا غير قادر على القيام بأى عمل .. وبقيت هكذا لمدة عشرة دقائق .. إلى أن بدأ وصول جرحى آخرين .. وكان لزماً على أن أسارع إلى إسعافهم ..
هكذا أخذ يحدثنى الطبيب ناحوم إلى أن دوت فرقعة هائلة .. فقلت فى نفسى :
لقد بدأوا الضرب مرة أخرى
اليوم الأخير من حصار نقطة لسان بور توفيق الحصينة طبقاً لما ورد بمذكرات قائد الحصن شلومو أردنست:

صباح السبت 13 اكتوبر
مر إسبوع على حصار المصريون لنا .. أصبحنا مجموعة منهكة تماماً .. قمت بالأتصال لاسلكياً بالقيادة الجنوبية .. ودار بيننا الحوار التالى :

• القيادة : شلومو .. هل يمكنك الصمود ؟
• أنا : مستحيل .. مستحيل .. ليست هناك فائدة . . إننى سأسلم ..
• القيادة : إسمعنى جيداً إن إستطعت أن تصمد قليلاً فسوف نبذل كل جهدنا لنخرجكم من هناك .. ربما ..
• أنا : لقد قلت لك إنه لم تعد هناك أية فائدة ..
• القيادة : حسناً .. أرجو أن نراك قريباً .. هل تريد شيئاً ؟
• أنا : نعم .. ان أذهب إلى بيتى ..
• القيادة : هل تعرف شيئاً عن وضعنا ؟
• أنا : لا .. لا
• القيادة : بالنسبة لموضوع الاستسلام فقد تم عمل اللازم .. عندما تظهرون فى التليفزيون المصرى .. قل للأولاد أن يرفعوا رؤسهم ويبتسموا ..
• أنا : لقد وعدونا بتطبيق إتفاقية جنيف .. سوف أخلى القتلى والجرحى .
• القيادة : ألا تريد أن تضيف شيئاً ...؟
• أنا : أبلغ أسرتى .. وقل لزملائى أن يسهروا على أبى وأمى ...
إلى هذ الحد إنتهى دورى فى الاتصال بالقيادة .. وتركت ضابط الاتصال فى الحصن " عموس سيجل" ليتلوا عليهم قائمة الموجودين وذكر لهم أسماء الجرحى ، وحالة كل واحد منهم .. ثم قرأ بعد ذلك قائمة القتلى .. وكان الذى يتلقى منه هذه القوائم فى القيادة يدعى " ماركو" .. ولما كان يعرف بعض القتلى الذين ذكر عموس أسمائهم .. فقد إنفجر باكيا ً وهو يصيح فى الجهاز:
• اصمدوا .. اصمدوا ..
قمت بالأستعدادات الأخية للأستسلام.. وقام الطبيب ناحوم بتغيير الضمادات للجرحى .. إقترحت على رجالى أن يحلقوا ذقونهم ، ويغيروا ملابسهم ، ولكن معظمهم لم يعبأ بما أقول .. وأمرت أحد الجنود أن يحمل معه كتاب التوراة الموجود فى الحصن ، وكان قد قدم لنا هدية من يهود رومانيا ..
بعد ذلك خرجت ومعى الطبيب ناحوم لإجراء المفاوضات مع الضابط المصرى الذى جاء ومعه صحفيون ومصورى تليفزيون من جنسيات مختلفة .. وطلبت إذناً بجمع جثث القتلى .. فوافق على الفور ..
وعدت إلى الرجال فى الحصن .. فتم نقل الجرحى فى القارب الأول .. وبعد ذلك نقلت بقية المجموعة .. بينما عدسات الصحفين ، وكاميرات التليفزيون تتفرس ملامحنا .. وبرغم الخوف من الأسر ..
إلا أننى أحسست بالقدرة على التنفس جيداً.
- المصادر
كتاب /صائد الطائرات
للكاتب /احمد على عطية الله

نشيد الجيش المصرى

الثلاثاء، 4 مايو 2010




رسمنا علي القلب وجه الوطن
نخيلا ونيلا وشعبا اصيلا
وصناك يامصر طول الزمن
ليبقي شبابك جيلا فجيلا
علي كل ارض تركنا علامة
قلاعا من النور تحمي الكرامة
عروبتنا تفتديك القلوب
ويحميك بالدم جيش الكنانة
وتنساب يا نيل حرا طليقا
لتحكي ضفافك معني النضال
وتبقي مدي الدهر حصنا عريقا
بصدق القلوب وعزم الرجال
رسمنا علي القلب وجه الوطن
نخيلا ونيلا وشعبا اصيلا
وصناك يامصر طول الزمن
ليبقي شبابك جيلا فجيلا
يد الله يا مصر ترعي سماك
وفي ساحة الحق يعلو نداك
ومادام جيشك يحمي حماك
ستمضي الي النصر دوما خطاك
سلام عليك اذا ما دعانا
رسول الجهاد ليوم الفداء
وسالت مع النيل يوما دمانا
لنبني لمصر العلا والرخاء
رسمنا علي القلب وجه الوطن
نخيلا ونيلا وشعبا اصيلا
وصناك يامصر طول الزمن
ليبقي شبابك جيلا فجيلا

 

Blogger news

Blogroll

Website counter

Most Reading